Telegram Group Search
له عند فتحه هذا هو النقيض فسمع صوتا يشبه صوت فتح الباب- (فرفع رأسه فقال هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم) -هذا اول امر باب من ابواب السماء، منذ خلق الله السماء وهو مغلق لم يفتح قط إلا في ذلك اليوم وهذا يدل على شيء عظيم- (فنزل منه ملك فقال هذا ملك نزل الى الارض لم ينزل قط الا اليوم) -باب من السماء لم يفتح قطء إلا اليوم وملك من الملائكة لم ينزل من السماء قطء إلا اليوم وهذا يدل على شيء عظيم ينزل-
(فسلمَ وقال للنبي ﷺ أبشر بنورين أُوتيتَهما لم يُؤتهما فيما قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أُوتيتَه)

👈🏻الله أكبر ما أعظم النعم، نوران آتاهما الله ﷻ لمحمد ﷺ وأمته من خواص هذه الأمة: الفاتحة و خواتيم سورة البقرة، اما الفاتحة فأظن ان كل مسلم يحفظها واما خواتيم سورة البقرة فينبغي لكل مسلم ان يحفظها، ففيها نور عظيم ومن قرأ بالآيتين من آخر سورة البقر في ليلة كفتاه، كفتاه ما يضره، كفتاه خيراً، كفتاه الهموم بأمر الله ﷻ.

👈🏻(لن تقرأ بحرف واحد منهما إلا أوتيته) لأن الذي فيها سؤال وذلك ينبغي ونحن نقرأ سورة الفاتحة حتى في الصلاة أن نستشعر أنّا ندعو ربنا ﷻ: (اهدنا الصراط المستقيم) دعاء طلب، (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين).

👈🏻في اواخر سورة البقرة اذا قرأناها نستشعر ان ندعو، (لن تقرأ بحرف منهما إلا أوتيته) وشاهدوا أن الملك قال لنبينا ﷺ لن تقرأ بحرف منها وهذا لا شك أنه من كلام الله ﷻ، إذاً: ربنا يتكلم بحرف و أخبر نبينا ﷺعن ربنا أنه يتكلم بصوت فقال ﷺ: (يحشر الله العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بعُد كما يسمعه من قَرُب) رواه البخاري في الصحيح، (فيناديهم بصوت).

👈🏻وإنا لنؤمن بما أخبر به نبينا ﷺ فربنا ﷻ يتكلم بصوت يسمعه من يشاء الله أن يسمعه فإن شاء سمعه من بعُد كما يسمعه من قرب وإن شاء سمعه عبد من عباده، كما كلَّمَ الله ﷻ موسى عليه السلام وكما كلَّمَ الله ﷻ نبيَّنا محمدًا ﷺ، وصفةُ الكلام صفةُ ذاتٍ وصفةُ فعل.

👈🏻فالله ﷻ كان متكلماً منذ الأزل ولم يزل متكلماً سبحانه فصفة الكلام في أصلها صفة ذات، وأما في آحادها فهي صفة فعل فالله يتكلم متى شاء بما شاء كيف شاء، فمتى أراد ربنا أن يتكلم تكلم
وبأي أمر أراد ان يتكلم تكلم إذا أراد الأمر أمر وإذا أراد النهي نهى واذا أراد الإخبار أخبر وهكذا ويتكلم كيف يشاء إن شاء أن يتكلم بالعربية تكلم بالعربية وإن شاء أن يتكلم بالعبرية تكلم بالعبرية
وإن شاء أن يتكلم بالسريانية تكلم بالسريانية وإن شاء أن يتكلم بغير ذلك تكلم بغير ذلك ﷻ.

👈🏻ربنا سبحانه كلّم الملائكة عندما أراد أن يخلق آدم كلّم الملائكة قال لهم: (إنّي جاعِلٌ في الأرض خليفة) وربنا ﷻ كلّم آدم وحوّاء في الجنة وكلّم موسى عليه السلام وهو في الواد المقدس وكلّم نبيّنا ﷺ ليلة الإسرى والمعراج، وسيكلم العباد يوم القيامة حيث يناديهم سيكلم ربنا كل واحد منا ليس بينه وبينه ترجمان، وسيكلم عيسى عليه السلام يوم القيامة وسيكلم أهل الجنة إذا دخلوا الجنة

👈🏻إذن: صفة الكلام صفة ذات وصفة فعل اختيارية، يتكلم الله ﷻ متى شاء وإن شاء الله كلّم عبده بواسطة الملك كما في كثير من الوحي إلى الأنبياء وإن شاء كلّم عبده كفاحاً بلا واسطة كتكليمه لجبريل عليه السلام وكما في تكليم ربنا لموسى عليه السلام وكما في تكليم ربنا لمحمد ﷺ وكما في تكليم ربنا سبحانه وتعالى لعباده يوم القيامة.

👈🏻إذا عرفنا أن الله ﷻ يتكلم متى شاء فهل إذا قال لنا قائل القرآن قديم نقبل قوله أو نرد قوله الجواب أن المعلوم أن القرآن كلام الله
وقد علمنا أن الله يتكلم متى شاء فعندما شاء أن ينزل القرآن على محمد ﷺ تكلم بالقرآن إذن مقولة إن القرآن قديم مقولة غير صحيحة، بل الله ﷻ تكلم بالقرآن عندما أراد انزاله على محمد ﷺ والمعلوم أن القرآن نزل منجماً على ثلاث وعشرين سنة.

👈🏻ومع كثرة الأدلة على أن ربنا ﷻ يتكلم ضل في هذه المسألة أقوام وأقوام، وشرقوا وغربوا حتى بلغت أقوالهم تسعة أقوال وأشهر أقوالهم قول بعضهم: إن كلام الله نفسي لا حقيقة له في الخارج، وقول بعضهم إن معنى أن الله يتكلم أنه يخلق الكلام في غيره وقد أجمع السلف على أن هذا القول كفر.

👈🏻ولا شك أن القرآن خاصم كل من ينفي الكلام عن الله ﷻ وأن النبي ﷺ خصم لكل من ينفي الكلام عن الله ﷻ، وإنا لأقوالهم لكارهون ولمعتقاداتهم مفارقون.

🌴قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وقوله تعالى: {ومن أصدق من الله حديثاً}🌴{ومن أصدق من الله قيلا}

👈🏻يقول ابن جرير رحمه الله: المعنى: وأي ناطق أصدق من الله حديثاً، يقول ابن سعدي رحمه الله: ومعنى قوله: (ومن أصدق من الله حديثاً) (ومن أصدق من الله قيلا) إخبار بأن حديثه وأخباره وأقواله في أعلى مراتب الصدق، فهاتان الآيتان تدلان على أن الله ﷻ يتكلم وذلك من جهة قوله تعالى في الآيتين: (ومن أصدق) والمعلوم أن الذي يوصف بالصدق هو الكلام هذا هو الأصل.
👈🏻(ومن أصدق من الله) الله يتكلم وكلامه كله صدق، ومن جهة أن الله قال: (حديثا) فالله يُحدث والحديث هو الكلام الجديد، فهو نوع من الكلام، ومن جهة قوله تعالى: (قيلا) والقول هو الكلام، فدل كل ذلك على أن ربنا ﷻ يتكلم.

🌴وقوله تعالى: {وإذ قال الله ياعيسى ابن مريم} نعم، في هذه الآية إثبات أن الله ﷻ يقول قولاً يُسمع وأنه يتكلم بكلمات (وإذ قال الله) ربنا ﷻ يقول: (وإذ قال الله ياعيسى ابن مريم) هذه كلمات، والمعلوم أن القول الذي يُسمع يكون بحرف وصوت بإجماع العقلاء وأهل اللغة.

👈🏻لو أني سكت ثم قلت لأحدكم لماذا أكلمك ولا ترد علي؟ ماذا يقول لي؟ يقول: ما كلمتني ما سمعت حرفاً ولا صوتاً، ماكلمتني، وهذا يجمع عليه العقلاء ويجمع عليه أهل اللغة، فهذا كلام بحرف وصوت، وفي هذه الآية إثبات أن الله ﷻ يتكلم متى شاء، فليس كلامه قديماً بأصله ونوعه كما يقول المخالفون.

🌴{وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً} (كلمة) جنس، والجنس المضاف يعم، وفي هذه الآية أن الله يتكلم من جهة قوله ﷻ: (كلمة ربك) ومن جهة قوله ﷻ: (صدقا ً) كما تقدم قبل قليل أن الذي يوصف بالصدق هو الكلام.

👈🏻ومثل هذه الآية قوله ﷻ: (وتمت كلمة ربك لأملان جهنم من الجنة والناس أجمعين) ما هي هذه الكلمة؟ (لأملان جهنم من الجنة والناس أجمعين) فدلت هذه الآية على أن الله يتكلم بجمل وكلمات فيها حروف وأصوات، وكذلك قوله ﷻ: (وتمت كلمة ربك الحسنى).

🌴وقوله تعالى: {وكلم الله موسى تكليما}

👈🏻قال ابن جرير رحمه الله: يعني خاطب اللهُ ﷻ بكلامه موسى خطاباً، ففي هذه الآية أن الله تكلم وكلم موسى عندما شاء ذلك وأكد ذلك بالمصدر المؤكد: (تكليما) فكلام الله لموسى عليه السلام كلام حقيقي بلا ريب؛ لأن الله ﷻ قال: (وكلم الله موسى) وإنّا بما قال ربنا لمصدقون، وأكد هذا حتى ينتفي الإحتمال بقوله: (تكليما) فهذا مصدر مؤكد ينفي أي احتمال.

🌴وقوله تعالى: {منهم من كلم الله} أي: مِن الرسل مَن شرَّفه الله فكلمه كفاحاً بلا واسطة، وإلا فكل الرسل قد كلمهم الله بواسطة الملَك بالوحي، وهذا يدل على أن الله يتكلم متى شاء كيف شاء، الله كلم جميع الرسل حيث أوحى إليهم بواسطة الملَك لكن شرَّف بعض الرسل فكلمهم كفاحاً بلا واسطة، كما في تكليم ربنا لموسى عليه السلام ولنبينا محمد ﷺ فدل ذلك على أن ربنا يتكلم.

🌴وقوله تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه} في هذه الآية أن الله يتكلم متى شاء بما شاء فكلم ربنا موسى عليه السلام عند المجيء لا قبله، وقوله تعالى: (وكلمه ربه) في هذه الآية إثبات أن الله يتكلم متى شاء.

🌴وقوله تعالى: {وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيّا} في هذه الآية والآيات الأربع التي تليها إثبات أن الله ﷻ ينادي، والنداء نوع من الكلام بالاتفاق، وقد اتفق أئمة اللغة على أن النداء صوت رفيع يعني: عالي، فأهل اللغة متفقون على أن النداء لا يسمى نداء إلا إذا كان بصوت وكان رفيعاً عالياً، وما ليس بصوت لا يسمى نداءً بالاتفاق.

👈🏻ففي هذه الآية أن الله ﷻ نادى موسى عليه السلام في الطور، ففيها إثبات الكلام لله بصوت، وأنه ﷻ يتكلم متى شاء، ثم قال الله: (وقربناه نجيٌا) فربنا يناجي كما أنه ينادي، والنداء هو الكلام بصوت رفيع مع بعد، والمناجاة الكلام بصوت غير رفيع مع قرب.
المناجاة تكون مع قرب بصوت خفيف والنداء يكون مع بعد بصوت رفيع، فربنا ينادي وهذا كلام، وربنا يناجي وهذا كلام.

🌴وقوله تعالى: {وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين} في هذه الآية أن الله ﷻ نادى موسى عليه السلام، ففيها ما تقدم من إثبات الكلام لله بصوت، وأنه يكون متى شاء، وفي قول ربنا: (أن ائت القوم الظالمين) بيان للكلمات التي تكلم بها الله ﷻ عندما نادى موسى عليه السلام، وهذا يدل على أن كلام ربنا بصوت يُسمع.

🌴وقوله تعالى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين} أي نادى الله ﷻ أبانا آدم وأمنا حواء وهما في الجنة، وفي هذا إثبات صفة الكلام لله ﷻ وأنه كلام يُسمع، وأنه بصوت متى شاء، وفيه أن الله قال لهما، تلكم الكلمات.

🌴وقوله تعالى: {ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون}
🌴{ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين}

👈🏻في هاتين الآيتين أن الله ينادي الكفار يوم القيامة، فهذا كلام يسمعه بعض عباد الله يوم القيامة؛ وهم المشركون الذين أشركوا بالله ﷻ، وفي هذا إثبات أن الله يتكلم ويقول: (ويوم يناديهم) والنداء هو كلام بصوت بالإجماع (فيقول) والقول كلام بالإجماع (أين شركائي الذين كنتم تزعمون) فهذا هو الكلام الذي تكلم به الله ﷻ، فهو كلام بحرف وصوت.

👈🏻كذلك في قوله: (ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين) فدل كل هذا على أن ربنا ﷻ يتكلّم، وأنّه يتكلّم متى شاء بما شاء بحرف وصوت، وأن كلام ربنا ﷻ يسمعه من شاء الله أن يسمعه، لا يشك في هذا مؤمن، ولا يتردد في هذا عالم باللغة، عارف بمعانيها.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🍂الدرس الثالث والعشرين من شرح العقيدة الواسطية للشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله 🍂

🌴قال ابن تيمية رحمه الله وقوله تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}

👈🏻القرآن كلام الله ﷻ منزل من ربنا، منه بدأ لا من غيره، وإليه يعود في آخر الزمان، كما نزل من الله يُرفع إلى الله وإليه يعود وصفاً، تكلم به ربنا فسمعه منه جبريل عليه السلام فنزل به من الله على محمد ﷺ، فسمعه محمد ﷺ من جبريل وأسمع نبينا ﷺ كلام الله أصحابه وأسمع أصحابه كلام الله من بعدهم، وهكذا وحيثما كان فهو كلام الله؛ فعندما يقرأه الأئمة في الصلاة فهو كلام الله وعندما يقرأه الحفاظ فهو كلام الله، الصوت صوت القاري والكلام كلام الباري.

👈🏻وعندما يحفظ القرآن في الصدور فهو كلام الله، وعندما يكتب في السطور فهو كلام الله ﷻ؛ فالمقروء كلام الله، والمسموع كلام الله، والمحفوظ كلام الله، والمكتوب كلام الله ﷻ، هذا ما دل عليه القرآن ودلت عليه سنة سيد ولد عدنان واعتقده الصحابة وخير الأمة، ما جاء عنهم حرف واحد بغير هذا.

👈🏻وعندما بَعُد العهد بزمن الخير بزمن النبوة فتفرقت الأمة إلى فرق ابتدع أقوام في القرآن أقوالاً ما دل عليها القرآن، ولا أرشد إليها النبي ﷺ، ولا اعتقدها أحد من السلف، بل ما اعتقدها أحد من العقلاء قبل أولئك الأقوام؛ فلا يدل عليها عقل ولاتدعو إليها ضرورة فقال بعضهم: إن القرآن مخلوق ليس كلام الله والعياذ بالله.

👈🏻وقد أطبق السلف على أن من قال: إنَّ القرآن مخلوق، كافر، نقل ذلك عن خلق كثيرين جداً من السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأئمة الدين وأئمة الفقه وأتباع الأئمة؛ عد بعض العلماء منهم ٥٥٠ والكلام عنهم أكثر من هذا.

👈🏻ومن قرأ سير أعلام النبلاء للذهبي وجد هذه الجملة: (من قال بخلق القرآن فهو كافر) كثيرة جداً في لسان السلف الصالح رضوان الله عليهم، وأصحاب هذا القول، ينفون الكلام عن الله، وبالتالي ينفون الألوهية عن الله لكنهم لا يعلمون. فإنَّ من لا يتكلم لا يصلح أن يكون إلهاً.

🌴قال ربنا ﷻ: {واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلاً جسداً له خوار ألم يروا أنه لايكلمهم} يكفي أنهم يرون أنه لا يكلمهم ليعلموا أنه ليس إلهاً فالذي لا يتكلم لا يصلح أن يكون إلهاً.

🌴وقال تعالى: {فكذلك ألقى السامري فأخرج لهم عجلاً جسداً له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا} وهؤلاء أصحاب هذا القول إما أن يقولوا: إِنَّ الله ﷻ لم يخلق، وإما أن يقولوا: إن الله يخلق بغير ما أخبر به هذا لازم لهم ولابد لم؟

🌴لأن ربنا ﷻ قال: {بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون} فربنا ﷻ يخلق بقوله: (كن).

🌴وقال سبحانه: {إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} فهؤلاء الذين ينفون الكلام عن ربنا ﷻ إما أن يقولوا: إن الله لم يخلق، وهذا جحد للربوبية، وإما أن يقولوا: إنَّ الله لم يخلق بقوله: (كن)؛ وهذا تكذيب للقرآن وتكذيب للرحمن ﷻ.

👈🏻وأصحاب هذا القول، والعياذ بالله، وافقوا الكفار الأولين الذين يقولون: إن القرآن كلام البشر وليس كلام رب البشر. وقد توعد الله من قال ذلك بسقر.

👈🏻وأصحاب هذا القول يقولون بضد ما قال الله ﷻ وبضد ما قال رسول الله ﷺ وهذا عين الكفر؛ وهؤلاء من جهلهم أرادوا تنزيه الله عن النقص فنفوا عنه الكمال وأثبتوا له النقص الذي يتفق عليه العقلاء، فإن العقلاء يتفقون على أن الكلام صفة كمال وعلى أن عدم الكلام صفة نقص؛ فهؤلاء من جهلهم أرادوا تنزيه الله عن نقص موهوم فوقعوا في تنقيص الله المعلوم، والعياذ بالله من سوء الحال.

🚫وقال بعضهم ممن ابتدع في القرآن كلاماً ما سبق إليه، قالوا: إن كلام الله نفسي لازم لذاته وهو قديم، لا يتكلم الله متى شاء، وهو معنىً واحد لا يتعدد وإنما يُعبر عنه؛ فإن عبر عنه بالعربية كان قرآناً، وإن عبر عنه بالعبرية كان توراة، وإن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلاً فالقرآن عندهم حكاية عن كلام الله أو عبارة لكلام الله لم يتكلم به الله.

🚫فعندهم معنى القرآن من الله غير مخلوق وأما ألفاظ القرآن فمخلوقة فهذا القرآن الذي نتلوه ونسمعه يقولون: هو مخلوق خلقه الله في الهواء فأخذه جبريل أو أحدثه جبريل عليه السلام أو أحدثه محمد ﷺ، وهذا الكلام هرطقة ماقال بها أحد من المتقدمين لا من المسلمين، ولا من غير المسلمين، وإنما أحدثها وابتدعها ابن كُلاب، لم يعرف هذا الكلام قبله قط، وتلقاه عنه بعض الناس واعتقدوه وهو مخالف لنص القرآن ونص السنة وإجماع السلف ودلالة العقل، وفيه نفي الكمال عن الله وإثبات النقص عليه.

👈🏻بضد ذلك: لو تأمل كل الذين خالفوا في القرآن أنه كلام الله القرآن وتدبروه لعلموا يقيناً أنهم في ضلال كبير؛ قال تعالى: {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني} هل يمكن أن يكون القائل غير الله؟ هل يمكن أن يكون هذا من قول جبريل؟ والله، لا يمكن ولو قال أحد أنه من قول جبريل لكان كفراً صريحاً بإطباق العقلاء؛ هل يمكن أن يقول أحد انه
كلام محمد ﷺ؟ لا والله ولو قاله أحد لكان كافراً أو مجنوناً.

👈🏻(إنني أنا الله) لا يمكن أن ينسب إلا إلى الله، ولا يمكن أن يكون قائله إلا الله ﷻ، وليس الغرض في هذا الشرح أن نذكر أقوال المخالفين بالتفصيل وأن نرد عليها، وإنما نعرض لها لنُبيِّن أن عقيدة أهل السنة والجماعة عقيدة وسطية سهلة موافقة للقرآن والسنة، ليس فيها تكلف، وأن الأقوال التي تخالف عقيدة أهل السنة والجماعة تخالف القرآن وتخالف السنة، وفيها تكلفات وفيها صعوبة.

👈🏻ما أجمل أن تقول ما قاله الله: {الرحمن على العرش استوى} ما أجمل هذا، وأن تعتقد ما اعتقده رسول الله ﷺ، وما اعتقده صحابة رسول الله ﷺ وخيار الأمة.

🌴قال رحمه الله وقوله تعالى: {وإِن أَحد من المشركين استجارك فأجرهُ حتى يسمَع كلام الله}.

👈🏻يعني إن طلب أحد من المشركين جوارك وأمانك وحمايتك له ليسمع كلام الله، فأجره حتى يسمع كلام الله وكلام الله هنا بالاتفاق هو القرآن فدلت هذه الآية دلالة بينة على أن القرآن كلام الله ﷻ لأن الله أضافه إلى نفسه إضافة الصفة إلى الموصوف، وهذا يدل على أنه صفة قائمة به ﷻ.

👈🏻فالله ﷻ متصف بها كما تدل الآية على أن القرآن المسموع الذي يسمعه الناس كلام الله وأنه غير مخلوق ولا عبارة عن كلام الله ولا حكاية عن كلام الله، وإنما هو كلام الله ﷻ.

👈🏻يقول ابن جرير الطبري رحمه الله: يقول تعالى ذكره لنبيه ﷺ: وإن استأمنك يامحمد من المشركين الذين أمرتك بقتالهم ليسمع كلام الله منك وهو القرآن الذي أنزله الله عليه فأجره حتى يسمع كلام الله وتتلوه عليه.

👈🏻إذاً: دلت هذه الآية على أن القرآن كلام الله وأن الله متكلم وعلى أن الذي يُسمع هو كلام الله، فعندما نسمع القرآن فنحن نسمع كلام الله المتلو كلام الباري والصوت صوت القارئ، فالقراء عندما يقرأون القرآن يُسمعوننا كلام الله ﷻ.

🌴قال رحمه الله وقوله تعالى: {وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يُحَرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون} هذا تيئيس من إسلام طائفة من أهل الكتاب، وكلام الله هنا للعلماء في ثلاثة أقوال:

▪️كلام الله هو التوراة يعني كلام الله هنا هو التوراة؛ هذا قول.

▪️القول الثاني: كلام الله ما كلم الله به موسى عندما بعثه إلى فرعون.

▪️والقول الثالث: كلام الله هنا هو القرآن.

👈🏻ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وعلموه وهم يعلمون أنه كلام الله وأنهم يحرفونه، وفي هذه الآية من الدلالة على المقصود ما في الآية السابقة فإن الله يتكلم، سواء قلنا إن كلام الله هنا هو التوراة، فإنه يدل على أن التوراة من كلام الله، أو قلنا إنه ما سمعه موسى من الله في الوادي فطلب فريق من اليهود أن يسمعوه على طريقتهم في التعنت مع أنبيائهم، فأسمعهم الله ما قاله لموسى عليه السلام عندما بعثه، أو قلنا إن القرآن كلام الله فإنه يدل على المقصود لأن الله أضافه إلى نفسه إضافة الصفة إلى الموصوف.

👈🏻وهذا يدل على أن الله متصف بصفة الكلام قطعاً،وعلى أن الله يتكلم متى شاء، فالكلام كما قلنا صفة ذات وصفة فعل إختيارية؛ يتكلم الله متى شاء، فالله ﷻ عندما شاء أن يوحي التوراة إلى موسى عليه السلام تكلم بها وأنزلها على موسى عليه السلام، وعندما شاء أن ينزل القرآن على محمد ﷺ تكلم بالقرآن وأنزله على محمد ﷺ.

🌴وقوله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا} أي: يقول أولئك الأعراب الذين تخلفوا عن رسول الله ﷺ فأخبر الله أنهم لا يخرجون مع محمد ﷺ ولا ينالون الغنيمة معه، يقول أولئك الأعراب للنبي ﷺ: إتركنا نخرج معكم، يريدون أن يبدلوا كلام الله.

👈🏻إذاً: ما أوحاه الله إلى نبيه ﷺ من أنهم لا يخرجون معه ولا ينالون الغنيمة كلام الله، وهؤلاء الأعراب المتخلفون عن رسول الله ﷺ يريدون أن يبدلوا كلام الله ﷻ، ولذلك قال الله ﷻ لنبيه ﷺ هذا الأمر العظيم، وهذا يدل على المقصود وهو أن القرآن كلام الله، فإن هذا الخبر الذي قاله الله من قبل موجود في القرآن، فهو كلام الله ﷻ، وعلى أن الله يتكلم ما يشاء.

🌴وقوله تعالى: {واتلُ ما أوحي إليك من كتاب ربك لامبدل لكلماته} فهذا القرآن المكتوب كلام الله ﷻ، والمعلوم عند العقلاء كافة أن الذي يُكتب هو الكلام، فكونه كتاباً يدل على أنه كلام، وهو كلام الله لأن الله قال: {لامبدل لكلماته} أي لكلمات ربك.

👈🏻إذاً: القرآن كلام الله ﷻ تكلم به انتبهوا لدلالة هذه الآية لأن هنا الدلالة في كون القرآن كتاباً لأن الذي يتلوه النبي ﷺ هو القرآن، وكونه كتاباً يدل على أنه كلام، لأن الذي يُكتب هو الكلام الذي يكتب كتابة هو الكلام، غير الكلام مما يُرسم أو نحو ذلك، أما الذي يُكتب الكلام وهو كلام الله، لأن الله قال: {لامبدل لكلماته}.

🌴وقوله تعالى: {إِن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون}

👈🏻إن هذا القرآن الذي أنزله الله ﷻ على نبيه ﷺ يقص على بني إسرائيل أكثر الذي يختلفون فيه، وتضطرب أخبارهم عنه، أو يختلقون خلاف الحق فيه، فإن القرآن يكشف الحق فيه، ويخبر عن الحق فيه.
👈🏻فدلت هذه الآية على أن القرآن كلام الله، تكلم به عندما شاء، فإن القرآن يقص، والقصص باتفاق العقلاء إنما تكون بالكلام، والذي يقص في القرآن هو الله ﷻ؛ إذاً: الله تكلم بالقرآن، فهو ﷻ يقص، قال تعالى: {نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن}

👈🏻إذاً: الله ﷻ يقص على النبي ﷺ أحسن القصص في القرآن. وكما قلنا القصص لاتكون إلا بالكلام؛ إذاً: ربنا ﷻ تكلم بالقرآن والقرآن كلام الله ﷻ.

🌴وقوله تعالى: {وهذا كتاب أنزلناه مبارك} "هذا" اسم الإشارة يكون للموجود، هذا الذي أنزل إليك، كتاب وهو القرآن بالاتفاق، و الذي يُكتب هو الكلام، إذاً: القرآن كلام، وهو كلام من؟ كلام الله ﷻ؛ لأن الله قال: أنزلناه، فالذي أنزله هو الله ﷻ.

👈🏻(مبارك) فالقرآن كله بركة، والقرآن سبب البركة، والله من أراد البركة من الله فعليه بكلام الله، إن أردت البركة في وقتك فاعتنِ بالقرآن، تجد من البركة ما لا يجده الفئام من الناس، ولذلك كان بعض السلف يحرص على أن يبدأ يومه بقراءة القرآن، إما قبل الفجر، وإما بعد الفجر، وفي ذلك بركة في الوقت عظيمة جداً، وكلما أكثرت من قراءة القرآن كلما بارك الله لك في الوقت.

👈🏻فعجب قول البعض إذا قلت له: لم لا تكثر من قراءة القرآن؟ قال: ما عندي وقت، عدم قراءتك للقرآن سبب لضيق الوقت، وقراءتك للقرآن سبب للبركة في الوقت، مع أنها دعوى كاذبة، فكم نضيع من أوقاتنا؟ الكثير والكثير، والله لو جعلنا للقرآن نصف ما نجعله للجوال هذا الذي في أيدينا، أو ربعه أو خمسه لختمنا في أيام يسيرة.

👈🏻هذه الدعوى مع كونها كاذبة في ذاتها، "ما عندي وقت" هذه ليست صحيحة، إن أردت البركة في بيتك فاقرأ القرآن فيه، وعلم زوجتك أن تقرأ القرآن، وأبناءك أن يقرأوا القرآن، سيُبارك البيت، وتطرد الشياطين، وتحل الرحمة، وتأتي السكينة، وتخرج المشاكل إلا ما كان من طبيعة الناس، هكذا إذا أردت البركة فعليك بالقرآن.

👈🏻إذا أردت البركة في العلم فعليك بالقرآن، إني لأعجب من طالب علم يجتهد في طلب العلم لا يعتني بالقرآن، إذا أردت أن يبارك الله لك في علمك، ويصفو ويزكو علمك وتتهذب بعلمك، فعليك بالقرآن، اعتنِ بكتاب الله ﷻ، فكتاب الله مبارك، وهو سبب لنيل البركة من الله ﷻ.

👈🏻الشاهد أن هذه الآية تدل على أن القرآن كلام الله؛ لأن الذي يُكتب هو الكلام والمتكلم بالقرآن هو الذي أنزل القرآن وهو الله ﷻ.

🌴وقوله تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله} القرآن أعظم أسباب الخشية، من قرأه وهو يعلم أنه كلام الله وتدبر ما فيه من الوعد والوعيد والقصص
والأخبار عظمت خشيته ومراقبته لله ﷻ، ورقَّ قلبه ولان وكان ذلك عوناً له على الطاعة وزاجراً له عن المعصية.

👈🏻الإشكال: أنّا نقرأ القرآن ولا نتدبر، بل لا نستشعر الكلام، فقلَّ أثرالقرآن في نفوسنا، لا من جهة القرآن، وإنما من جهة تقصيرنا، فهذه الآية تدل على أن أعظم ما تستجلب به الخشية من الله أن تقرأ القرآن بتدبر.

👈🏻فهذا القرآن لو أنزل على جبل وهو القاسي لرأيته خاشعاً متذللاً متصدعاً من خشية الله ﷻ، فكيف بهذا القلب الذي هو قطعة من لحم يسمع كلام الله ولا يلين؟ يقول الواحد منا مقيماً على معصية يقرأ القرآن يصلي مع الإمام يسمع آيات الوعيد ثم يخرج إلى معصيته، ربما أن بعضنا لا يكادون يخرجون من باب المسجد إلا وهم يغتابون إلا وهم يكذبون إلا وهم يلمزون.

👈🏻لا نقرأ القرآن بتدبر فلا تتأثر قلوبنا، ربما يذهب أحدنا إلى معصية والقرآن يتلى في السيارة ما يزجره هذا عن معصيته!! الخلل فينا وليس في القرآن، ما تدبرنا ما أصغينا، ولو أنّا قرأنا وتدبرنا القرآن لكنّا من عباد الله الصالحين وكنا من أهل الخشية.

👈🏻أيضاً تدل هذه الآية على أن القرآن سبب العلم الأكبر لأن أخشى الناس لله هم العلماء: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء) ولذلك لما قيل لأحد السلف "عالم" أو "فقيه" قال: ويحك ! هل رأيت عالماً قط أو فقيهاً قط؟ يقصد أن الفقيه العالم هو الذي يعلم ويخشى؛ فدلت هذه الآية على أن القرآن أعظم طريق للعلم النافع الذي تكون به خشية الله ﷻ.

👈🏻والدلالة على المقصود هنا في قوله ﷻ: (لو أنزلنا)، فالذي أنزل القرآن هو الله ﷻ ليس جبريل عليه السلام وإنما جبريل نزل بالقرآن والذي أنزل القرآن هو الله ﷻ، فدل ذلك على أن القرآن كلام الله ﷻ، فإن الله لم يخبر أن مُنزَّلاً منه إلا كلامه، (ينزل من السماء) فدل ذلك على أن القرآن كلام الله ﷻ.

🌴وقوله تعالى: {وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لايعلمون}

🌴{قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين}

🌴{ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين}
👈🏻الله ﷻ يقول: (وإذا بدلنا آية مكان آية) هذا النسخ، والنسخ قد يكون بنسخ اللفظ والحكم، (وإذا بدلنا) فالمبدل هو الله ﷻ، ليس جبريل عليه السلام وليس محمداً ﷺ، فدل ذلك على أن القرآن كلام الله ﷻ.

👈🏻(وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزِّل) فهذا التبديل عن علم بما يُصلح الناس، ومن حكم النسخ كما تقدم معنا في الأصول أو مراعاة مصالح الناس، فقد يكون الأمر مصلحة للناس في زمن ثم تصبح المصلحة في غيره.

👈🏻(والله أعلم بما ينزِّل) فهذا التبديل بعلم وحكمة ليس عبثاً وليس لمطلق المشيئة وإنما بعلم وحكمة، قوله تعالى: (والله أعلم بما ينزِّل) دليلٌ على أن القرآن كلام الله ﷻ لما ذكرناه قبل قليل.

👈🏻(قَالُوا إِنَّما أنت مفتر) فهؤلاء لجهلهم يظنون أن التبديل من رسول الله ﷺ فيقولون: (إنَّما أنت مفتر ) فدل ذلك يقيناً على أن القرآن ليس من محمد ﷺ وليس من جبريل عليه السلام، وأن اعتقاد أن القرآن من كلام محمد ﷺ من جنس كلام الكفرة الجهلة ولهذا قال الله تعالى: (بل أكثرهم لايعلمون).

👈🏻(قل نزله روح القدس) روح القدس جبريل عليه السلام.

👈🏻(مِن ربك) فالمنزل هو الله ﷻ، وجبريل عليه السلام نزل به بأمر الله ﷻ.

👈🏻(بالحق) فنزول جبريل عليه السلام به حق فوالله ما غيَّر ولا بدَّل، والذي نزل به جبريل عليه السلام الذي هو القرآن هو الحق المبين، وهذا القرآن فيه التثبيت للمؤمنين والبشرى للمؤمنين،
والهداية للمؤمنين، ففيه البشارات العاجلة والأجلة للمؤمنين، وفيه الهدايات للمؤمنين وفيه التثبيت للمؤمنين.

👈🏻فمن أراد الهداية فليلزم القرآن وليجعل القرآن أنيسه وجليسه. ومن أراد البشارة وانشراح الصدر، لأن انشراح الصدر أثر البشارة، من بُشِّر انشرح صدره، فمن أراد البشارة، أراد انشراح الصدر وذهاب الهموم والغموم، فليلزم القرآن، ومن أراد الثبات والسلامة من الفتن والمزلزلات فعليه بالقرآن.

👈🏻(ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر) يعني هذا القرآن من كلام البشر!!.

👈🏻(لسان الذي يلحدون إليه أعجمي) لسان الذي يميلون إليه وينسبون القرآن إليه أعجمي لأنهم علموا يقيناً أن العرب لا تستطيع أن تأتي بمثل هذا القرآن، مع أن القرآن بلغتهم، ومع أن العرب فصحاء، ومع أن فيهم شعراء مُجيدين، لكن لا يمكن لعربي أن يأتي بمثل هذا القرآن.

👈🏻فلو قالوا: جاء به فلان أو فلان !! لكذبهم الناس فمالوا إلى رجل من أهل الكتاب لسانه أعجمي وليس عربياً.

👈🏻(وهذا لسان عربي مبين) فدل هذا على أن القرآن كلام الله ﷻ، ففي هذه الآية دلالات على أن القرآن كلام الله ﷻ.

👈🏻ومن لزم القرآن في جميع أموره كان من المهتدين، ومن أولى وأعظم، بل أولى ما يلزم فيه القرآن العقيدة، فإياك أن تخالف القرآن في وصف الرحمن لقول أحد من الناس إياك أن يقول ربك: (الرحمن على العرش استوى) وأنت تأتي وتقول: لا، الله في كل مكان، لأن فلان قال!! سبحان الله من أعلم بالله من الله؟

👈🏻الله ﷻ أخبرك أنه متكلم، فاعتقِد أنه متكلم، وفوق ذلك أعتقد أن هذه صفات كمال، لا تحريف ولا تكييف ولا تعطيل ولا تشبيه، كما فهم ذلك صحابة رسول الله ﷺ.

👈🏻وبهذا نكون ختمنا الكلام عن صفة كلام الله ﷻ عموماً وعن كون القرآن كلام الله سبحانه وتعالى، وبقي معنا من القسم الأول الذي فيه الدلالة على مطابقة عقيدة أهل السنة والجماعة للقرآن لفظاً ومعنى، وبالتالي مخالفة من خالف أهل السنة والجماعة في العقيدة للقرآن لفظاً ومعنى.

👈🏻بقي معنا مسألة واحدة وهي: مسألة رؤية الله عز وجل وسترد إن شاء الله، في الدرس القادم؛ بارك الله في الجميع وتقبل الله من الجميع وكتب أجر الجميع وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وجعلنا الله من أهل القرآن وبارك لنا في القرآن وبارك لنا بالقرآن وهدانا وأعاننا على تربية اهلينا وأولادنا على القرآن🤲🏻.
جزاكم الله خيرًا وبارك الله فيكم نفع الله بما سمعنا... انتهى

المصدر 👇🏻

https://youtu.be/uWCIjApYZAs?si=AEhIaqQWarVzG-tD
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🍂الدرس الرابع والعشرين من شرح العقيدة الواسطية للشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله 🍂

🌴قال ابن تيمية رحمه الله: وقوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} ختم المصنف رحمه الله بهذه الآيات التي فيها إثبات رؤية المؤمنين لربهم ﷻ يوم القيامة وفي الجنة، كعادة جماعة من المؤلفين في العقيدة أنهم يختمون مسائل الصفات بمسألة رؤية الله ﷻ، وفي ذلك إشارة لطيفة إلى أن من عرف الله ﷻ بأسمائه وصفاته في الدنيا فرآه بالبصيرة، يرى الله يوم القيامة وفي الجنة بالبصر.

👈🏻وعقيدة أهل السنة والجماعة أن الله لا يُرى في الدنيا بالبصر، وذلك ليس لأن الرؤيا محالة في ذاتها بل هي ممكنة، وإنما من باب الرحمة للبشر لعدم إطاقة البشر ذلك، ولذلك سأل موسى عليه السلام ربه ﷻ أن ينظر إليه، ولو كانت الرؤية في الدنيا محالة لذاتها لما سألها الكليم عليه السلام، ولو كانت الرؤيا في الدنيا واقعة لما حجبها الله ﷻ عن موسى عليه السلام، كما أن ربنا ﷻ علق الرؤية بالممكن، والمعلق بالممكن ممكن غير محال وإن لم يكن واقعاً.

🌴قال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكاً وخر موسى صعقاً فلما أفاق قَالَ سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين}

👈🏻فموسى عليه السلام سأل الله أن يريه لينظر إليه، فأجابه الله ﷻ ب: (لن تراني) أي: في الدنيا، (ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني) هذا ممكن، فعلق الله الرؤيا بالممكن، والمعلق بالممكن ممكن.

👈🏻قال أبو ذر رضي الله عنه سألت رسول الله ﷺ: هل رأيت ربك؟ قال: "نور أنى أراه"، وتعلُّم هذا أن الله لا يُرى في الدنيا فرض عين على كل مسلم.

👈🏻قال النبي ﷺ: "تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت" رواه مسلم.

👈🏻(تعلموا): هذا أمر بالتعلم؛ وفي هذا الحديث أن الله لا يُرى في الدنيا، وأنه يجب على المسلم أن يتعلم ذلك، وفيه أن الله يُرى في الآخرة لأن النبي ﷺ جعل منتهى عدم الرؤية الموت، ولو كانت الرؤية غير ممكنة مطلقاً لما علق النبي ﷺ عدم الرؤية أو منتهى عدم الرؤية بالموت؛ فدل ذلك على أن ما بعد الموت الذي هو الآخرة يخالف ما قبل الموت، فقبل الموت لم يرى أحد ربه بالبصر، وبعد الموت، في الآخرة يوم القيامة وفي الجنة، سيرى المؤمنون ربهم ﷻ؛ هذا في رؤية الله ﷻ في الدنيا بالبصر.

👈🏻أما رؤية الله في المنام في الدنيا، فالذي عليه جمهور أهل السنة أن الله يُرى في المنام، لكن ليس على وجه الحقيقة، وإنما يرى مثالاً لا مثلاً، فالله ليس كمثله شيء، وكلما كان الإنسان أقوى إيمانًا كلما رأى الله في صورة أحسن، وأحسن صورة هي التي رأها رسول الله ﷺ كما جاء في الحديث: "رأيت ربي في أحسن صورة". وجاء في بعض الروايات أنه ﷺ الليل فنعس فنام فرأى ربه في أحسن صورة؛ هذه رؤية منام.

👈🏻ومن عقيدة السنة والجماعة أن المؤمنين يرون الله ﷻ يوم القيامة وفي الجنة للآيات التي ذكرها المصنف رحمه الله ﷻ هنا، وللأحاديث الكثيرة عن جماعة كثيرة من صحابة رسول الله ﷺ عن رسول الله ﷺ والتي فيها رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة وفي الجنة، وهي من أمثلة الحديث المتواتر، أحاديث رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة وفي الجنة.

👈🏻ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أن الكفار لا يرون ربهم يوم القيامة. فالكفار لا يرون الله مطلقاً لا في الدنيا ولا في الآخرة، أما في الدنيا فلِما تقدم، وأما في الآخرة فيقول تعالى: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}، فأولئك الكفار الفجار محجوبون عن ربهم يوم القيامة؛ فدل ذلك على أن الكفار لا يرون الله يوم القيامة.

👈🏻وهذه الآية تدل على أن المؤمنين يرون الله يوم القيامة لأنه لما حجب الله أعداءه عن رؤيته دل ذلك على أن أولياءه يرونه ولو كان الجميع لا يراه ﷻ يوم القيامة لما كان لتخصيص الكفار بالحجب فائدة.

👈🏻ولكل ما تقدم من عقيدة أهل السنة والجماعة في الرؤية ضابطان حسنان جميلان لطيفان:

▪️الضابط الأول: فهو أن العبد لا يرى ما يبقى بما يفنى، ويرى ما يبقى بما يبقى.

👈🏻قال الإمام مالك رحمه الله أي: أن العبد في الدنيا عيناه تفنيان: (كل من عليها فان) فلا يرى الله في الدنيا بما يفنى بهاتين العينين، فإنها لا تطيق ذلك، ويوم القيامة العينان لا تفنيان تبقى فيرى ما يبقى يرى الله ﷻ بما يبقى، وهي هذه العيون التي تكون يوم القيامة.

▪️والضابط الثاني: أن من لم يعرف الله بالبصيرة لن يرى الله بالبصر؛ فالكفار الفجار من الملحدين وغيرهم، كل الكفار، ما عرفوا الله بالبصيرة، فلن يروا الله ﷻ بالبصر، أما أهل الإيمان فإنهم ينعمون في الدنيا بأطيب ما فيها، وفي الآخرة بأطيب ما فيها. فأطيب وأحلى ما في الدنيا معرفة الله وحبه، والمؤمنون في الدنيا يعرفون الله، فيتنعمون بهذا النعيم، وكلما كان الإنسان بالله أعرف كلما كان بهذا النعيم أنعم؛ فتطيب حياته، ويطيب قلبه مهما تقلبت الدنيا من حوله، فيكون في نعيم عظيم.
👈🏻وأطيب ما في الآخرة وأنعم ما في الآخرة رؤية وجه الله الكريم ﷻ. والمؤمنون يرون ربهم سبحانه وتعالى يوم القيامة وفي الجنة.

👈🏻وأهل السنة والجماعة في الرؤية وسط بين طرفين من أهل البدع . فطرف نفى رؤية الله مطلقاً لكل أحد، يعني: لا في الدنيا ولا في الآخرة، لا يرى الله عندهم في الدنيا ولا يرى في الآخرة، لا يراه المؤمنون ولا غير المؤمنين؛ وهذا قول الجهمية والمعتزلة والرافضة والخوارج، ينفون الرؤية.

👈🏻وطرف يثبت رؤية الله ﷻ في الدنيا بالبصر. ويقولون يُرى الله في الدنيا وأن أوليائهم يرون الله بأبصارهم؛ وهؤلاء غلاة الصوفية من الإتحادية والحلولية.

👈🏻وآيات القرآن والأحاديث وإجماع السلف حجة قاصمة لهم؛ قال عبد الغني المقدسي: "وأجمع أهل الحق واتفق أهل التوحيد والصدق أن الله يُرى في الآخرة كما جاء في كتابه وصح عن رسوله ﷺ".

👈🏻وقال ابن أبي العز الحنفي: "وقد قال بثبوت الرؤية: الصحابة والتابعون وأئمة الإسلام المعروفون بالإمامة في الدين وأهل الحديث".

👈🏻وقال النووي: "قد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة فمن بعدهم من سلف الأمة على إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين".

👈🏻فإن قال لنا قائل: فما تقولون في قول الله: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار)؟ قلنا نقول: ما قال ربنا ﷻ ونؤمن أن ربنا لا تدركه الأبصار والإدراك هو الإحاطة وليس الرؤية، فالمؤمنون يرون ربهم يوم القيامة وفي الجنة بعيونهم من غير إحاطة.

👈🏻قال البغوي رحمه الله: "إعلم أن الإدراك غير الرؤية لأن الإدراك هو الوقوف على كنه الشيء والإحاطة به والرؤية: المعاينة"، وقد تكون الرؤيا بلا إدراك، قال تعالى: (فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين)

👈🏻(فلما تراءى الجمعان) الرؤيا حصلت، قال أصحاب موسى: (إنا
لمدركون) حصلت الرؤيا ولما يحصل الإدراك، قال موسى عليه السلام: كلا لن يدركوننا، فالرؤية غير الإدراك.

👈🏻ولتواتر الأدلة في رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة وفي الجنة نص جمع من أهل السنة على أن من أنكر رؤية الله بعد العلم كافر.

👈🏻سئل الإمام مالك رحمه الله عمن أنكر رؤية الله فقال: "السيف السيف" ومقصوده أنه مرتد يستتاب، فإن تاب وإلا قتل.

👈🏻وسئل الإمام أحمد رحمه الله عمن أنكر رؤية الله فقال: "كافر كافر".

👈🏻وقال ابن تيمية رحمه الله: "والذي عليه جمهور السلف أن من جحد رؤية الله في الدار الآخرة فهو كافر، فإن كان ممن لم يبلغه العلم بذلك عُرِّف كما يُعرَّف من لم تبلغه شرائع الإسلام، فإن أصر على الجحود بعد بلوغ العلم له فهو كافر.

👈🏻وقال ابن باز رحمه الله عن رؤية المؤمنين ربهم في الآخرة: "من أنكرها كفر".

👈🏻وقوله تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة) أي: وجوه يوم القيامة جميلة مشرقة مستبشرة لأن ربها ﷻ يلقيها في ذلك اليوم نظرة في الوجه وسروراً في القلب فوجوهها نظرة مشرقة حسنة ناعمة وقلوبها مسرورة.

👈🏻(إلى ربها ناظرة) أي بأبصارها، ولا يحتمل المعنى غير هذا فإن النظر إذا عدي بإلى لا يكون إلا النظر بالبصر، ثم إن الله ﷻ أضاف النظر إلى الوجوه، والنظر بالوجوه إنما يكون بالبصر. ولذلك، يقول العلماء كل تأويل لناظرة هنا بغير النظر بالبصر، تأويل باطل بارد مضحك.

👈🏻قال ابن كثير رحمه الله: (وجوة يومئذ ناضرة) من النضارة أي حسنة بهية مسرورة، إلى ربها ناظرة أي تراه عياناً، وقد ثبتت رؤية المؤمنين لله ﷻ في الدار الآخرة في الأحاديث الصحاح من طرق متواترة عند أئمة الحديث لا يمكن دفعها ولا منعها، فلا يمكن دفعها وعدم الإحتجاج بها ولا يمكن منع معناها.

👈🏻وقوله تعالى: (على الأرائك ينظرون) الأرائك جمع أريكة، وهي السرير المزين المغطى بغطاء خفيف مثل بعض الأسرة تغطى بما يسمونها الناموسية التي تمنع من الناموس ولا تمنع الرؤية، فالمؤمنون يوم القيامة على أسرتهم المزينة الجميلة المغطاة المرفوعة ينظرون إلى مُلكهم، وما ملكهم الله إياه وإلى نعيمهم، وينظرون إلى الكفار كيف يعذبون، وأعظم ما ينظرون إليه وجه ربّهم ﷻ، فأعظم وأنعم نظرهم هو النظر إلى الله ﷻ.

👈🏻قال ابن كثير رحمه الله قبل معناه ينظرون في ملكهم، وما أعطاهم الله من الخير والفضل الذي لا ينقضي ولا يبيد، وقيل معناه: ينظرون إلى الله ﷻ؛ وهذا اختلاف تنوع، وليس اختلاف تضاد، وهذا مقابل لما وصف الله به أولئك الفجار: (كلا إنَّهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون).

👈🏻وقال ابن السعدي رحمه الله: (على الأرائك) وهي السرر المزينة (ينظرون) إلى ما أعد الله لهم من النعيم، وينظرون إلى وجهه الكريم؛ فالمؤمنون في الجنة يتنعمون حتى وهم على أسرتهم، ينظرون إلى ما يسر قلوبهم، فينظرون إلى مُلك وفضل لا ينقص ولايبيد ولا يُمَل أبداً، بل كلما نظروا إليه كأنهم يرونه لأول وهلة. وينظرون إلى الكفار كيف يعذبون فيعظم نعيمهم لأنه بضدها تتمايز الأشياء.
🌴وقوله تعالى: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) للذين أحسنوا في الدنيا فعبدوا الله ولم يعبدوا معه أحداً، لا ملكاً مقرباً، ولا نبياً مرسلاً ولا ولياً صالحاً، ولا قبراً ولا حجراً، عبادتهم كلها لله، لا يصرفون منها شعرة لغير الله، فعبدوا الله كأنهم يرون الله لأنهم عرفوا الله بأسمائه وصفاته فعظمت مراقبتهم لله، فإن لم يصلوا إلى هذا عبدوا الله وهم موقنون أن الله يراهم، وأحسنوا إلى خلق الله من البشر وغيرهم.

👈🏻(الحسنى) في الآخرة وهي الجنة، (وزيادة) وهي النظر إلى وجه ربهم الكريم، كما فسر الآية بذلك محمد ﷺ، فقد روى مسلم عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم؟ يقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجينا من النار؟ قال: فيكشف
الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل" ثم تلا هذه الآية: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)"

👈🏻فالله يزيد المؤمنين نعيما على نعيمهم في الجنة بأن يكشف عنهم الحجاب حتى يروا وجهه الكريم ﷻ، فدل هذا على أن المؤمنين يرون الله في الجنة.

👈🏻وقوله تعالى: (لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد) لأهل الجنة في الجنة ما يشاؤون، فلا يريد المؤمن في الجنة شيئاً إلا كان، ويكون على أكمل ما يكون، فالله أعد لعباده المؤمنين في الجنة ما لا عين ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فليس في الجنة منغص، وإنما فيها النعيم المقيم، ومن انتفاء المنغصات أن الإنسان في الجنة لا يريد شيئاً إلا كان.

👈🏻(ولدينا مزيد) على ما يشاؤون على النعيم الذي في الجنة، لدينا مزيد هو أعظم من نعيم الجنة، وهو رؤية الله ﷻ، قال ابن كثير (ولدينا مزيد) كقوله تعالى: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) فدل ذلك على أن المؤمنين يرون ربهم ﷻ في الجنة.

👈🏻قال رحمه الله: وهذا الباب في كتاب الله تعالى كثير.
تعرُّف الله إلى خلقه، وتعريف الله عباده به ﷻ كثير في القرآن، فإن أحوج ما يحتاجه الناس أن يعرفوا ربهم، والقرآن فيه تبيان كل شيء، وكلما عظمت حاجة الناس إلى أمر كان في القرآن أكثر، فأكثر ما في القرآن العلم بالله ﷻ.

👈🏻ومن تدبر كلام الله علم يقيناً أن عقيدة أهل السنة والجماعة هي الصواب لأنهم يقولون عن الله ما قاله الله عن نفسه من غير تحريف ولا تأويل ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف، ولذلك المؤمن بحاجة إلى أن يقرأ مثل هذا الكتاب ليزداد المصيب يقيناً، ولينزجر المخالف في الطريق عن المخالفة ويرجع إلى جادة الصواب.

👈🏻قال رحمه الله: من تدبر القرآن طالباً الهدى منه تبين له طريق الحق واهتدى.

👈🏻القرآن هدى ونور لمن صلحت نيته وحسن تدبره وصلحت آلته؛ ثلاثة أمور:

▪️أن تكون النية صحيحة، بأن يقصد من قراءة القرآن أن يهتدي، لا يقرأ القرآن مجرد تلاوة وحسن صوت، لايقرأ القرآن في المناسبات فقط، وإنما يقرأ القرآن بقصد أن يهتدي، يريد أن يعرف الحق، فلا يعتقد ثم يستدل ثم يقرأ القرآن، وإلما يقرأ القرآن ليعرف الحق. لا يقرأ القرآن ليستخرج المتشابه ليتبعه، وإنما ليعرف الحق ويعلم المتشابه بالمحكم ؛ فلا بد من إصلاح النية.

▪️وحسن تدبره، والتدبر هو تكرار القراءة مع تأمل المعاني، ولابد من صلاح الآلة التي هي القلب: (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد)، فيستمع وهو حاضر، ويتدبر ويكرر، وقد أصلح نيته وزين تلاوته بنية صادقة خالصة تسبقها، وهو أنه يقرأ لله ليهتدي، فإذا حصل ذلك اهتدى ووصل إلى الحق المبين.

👈🏻أما من أعرض عن القرآن أو لم يفهم القرآن كما فهمه الرسول ﷺ والصحابة فإنه يتخبط في دياجير الظلام وتعبث الفرق الضالة بعقله، انتبهوا: من تدبر القرآن بحسن نيّة وصلاح آلة وصل إلى الهداية.

👈🏻حتى العاصي إذا قرأ القرآن بحسن قصد وتدبّر وحضور قلب سيرى أن المعصية التي يقيم عليها يبدأ قلبه يكرهها وينزجر عنها. من جعل القرآن أنيسه وجليسه لا يحصل إلا خيراً، يسارع في الطاعات وينزجر عن المعاصي، وإن زلت القدم فغلب الضعف البشري فوقع في المعصية، لا يقيم عليها وإنما يندم ويؤوب ويتوب ويكون بعد التوبة خيراً منه قبلها، ويبدل الله سيئاته حسنات. انتهى

المصدر 👇🏻

https://youtu.be/9e1t9BKojqg?si=7CDfFDS_I1Er3cxq
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🍂الدرس الخامس والعشرين من شرح العقيدة الواسطية للشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله 🍂

🌴قال ابن تيمية رحمه الله: (ثم سنة رسول الله ﷺ تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه)

👈🏻لما ذكر ابن تيمية رحمه الله دلالة القرآن على العقيدة عطف على ذلك ما يتعلق بالسنة، وبدأ ببيان منزلة السنة مع القرآن، وللسنة مع القرآن:

🌾ثلاثة أحوال على وجه الإجمال: أنها تفسر القرآن وتبينه، وتعبر عن القرآن، وتدل على ما دل عليه القرآن.

🌾وأربعة أحوال على وجه التفصيل: أنها تفسر القرآن، و تبين القرآن، وتعبر عن القرآن، وتدل على القرآن.

▪️فأما الأول: وهي أنها تفسر القرآن، فالمقصود أن السنة تبين ما يحتاج إلى بيان من معاني القرآن، فالنبي ﷺ في بعض أحاديثه فسر لنا القرآن؛ وذلك وحي من الله أنزله عليه كما قال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس مَا نُزِّل إليهم) فالذكر هنا هو السنة، والذي نزل هو القرآن، والكل منزل من الرحمن ﷻ، فالنبي ﷺ فسر القرآن في مواطن يُحتاج فيها إلى بيان معنى الآيات.

▪️وأما الثاني فهو أن السنة تبين القرآن وذلك على ثلاثة أنحاء:

1️⃣ أن تبين مجمل القرآن، والمجمل هو ما يحتاج إلى بيان، فالسنة تبينه وتفصله وتدل على المقصود منه عندما يكون مجملاً، كما في لفظ (القرء) هل المراد به الحيض، أو المراد به الطهر وهكذا.

2️⃣ من جهة تخصيص عام القرآن فالسنة تخصص أحياناً العام في القرآن إما أن تبين أنه عام مخصوص، وإما أن تبين أنه عام أريد به الخصوص، وإما أن تبقيه على عمومه فلا تخصصه.

3️⃣ أنها تقيد ما في القرآن فأحياناً تقيد أحاديث رسول الله ﷺ مطلق القرآن.

▪️وأما الأمر الثالث: فإن السنة تدل على ما دل عليه القرآن؛ بمعنى أن يأتي في سنة رسول الله ﷺ نفس ما دل عليه القرآن؛ كالأمر بالتوحيد، وكالأمر ببر الوالدين، وبعض الأحكام التي نذكرها في الفقه فنقول: دل على هذا الحكم كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ،
فيكون هذا من باب توارد الأدلة وتأكيد الأدلة لبعضها.

▪️وأما الأمر الرابع أن السنة قد تعبر عن القرآن؛ أي تأتي بأحكام مستقلة، كما جاء القرآن بأحكام مستقلة، فالنبي ﷺ قد يخبرنا عن أحكام لم ترد في كتاب الله، وإن كان كتاب الله قد دلّنا على وجوب الأخذ بكلام رسول الله ﷺ.

👈🏻ولذلك يقول العلماء: كل ما ورد عن الرسول ﷺ من أحكام موجود في القرآن على وجه الدلالة، لم؟ لأن الله أمرنا في القرآن أن نطيع رسول الله ﷺ، وأن نأخذ بكل ما جاء به رسول الله ﷺ، فكل حكم جاء به رسول الله ﷺ هو موجود في القرآن من حيث العموم، أما من حيث التفصيل فالنبي ﷺ يأتي بأحكام مستقلة ولذلك تجدون أن في بعض المسائل عندما تقررها لا تذكر دليلاً لها من القرآن على وجه التفصيل، وإنما نذكر دليلاً لها من سنة رسول الله ﷺ فالنبي ﷺ يأتي في سنته بأحكام مستقلة.

👈🏻وقد أجمع السلف على هذه الأوجه الثلاثة من حيث الإجمال، أو الأربعة من حيث التفصيل، والعلماء من حيث الجملة مجمعون عليها، ولا شك أنه على هذه الأنحاء الأربعة والأحوال الأربعة والوجوه الأربعة يجب على المسلم أن يقبل سنة رسول الله ﷺ في الدين كله من غير تفصيل.

👈🏻قال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه) وهذا عام يشمل كل ما جاء عن رسول الله ﷺ، ولم يقل ربنا ما جاءكم عن طريق التواتر فخذوه في العقيدة، وما جاءكم في خبر الآحاد فخذوه في الفقه، فالصحابة رضوان الله عليهم سمعوه من رسول الله ﷺ فأخذوه، ومن بعدهم سمعه منهم فأخذه، ثم من بعدهم حتى وصلنا والحمد لله.

👈🏻قال تعالى: (فليحذر الذين يُخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يُصيبهم عذابٌ أَليم) فحذر تحذيراً عظيماً بليغاً من مخالفة أمر رسول الله ﷺ؛ والأمر هنا بمعنى الطلب، وبمعنى الحال والشأن. فليحذر الذين يخالفون طلب رسول الله ﷺ ويخالفون شأن رسول الله ﷺ، فليحذروا من أن تصيبهم فتنة فتسود قلوبهم وتظلم أو يصيبهم عذاب أليم.

👈🏻قال تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يُحكِّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيتَ ويسلموا تسليما)

👈🏻(فلا وربك): يقسم الله ﷻ، وإذا أقسم الله ﷻ فإنما يقسم على عظيم وعلى شأن كبير، (لا يؤمنون حتى يحكموك): وكيف يُحكم رسول الله ﷺ؟ يُحكم بالرجوع إلى قوله ﷺ، ونحن مخاطبون بهذه الآية بالإجماع، فالواجب علينا أن نحكم رسول الله ﷺ فيما شجر بيننا.

👈🏻طيب اذا كنا نحكم الرسول ﷺ فيما تنازعنا فيه، فمن باب أولى أن نحكم الرسول ﷺ فيما ليس فيه تنازع، ولم يفصل ربنا ﷻ هذا وهذا، وقد اختلف مثل ناس في العقيدة بعد زمن السلف الصالح رضوان الله عليهم، فالواجب تحكيم رسول الله ﷺ. والواجب عليك يا عبد الله أن تكون في صف رسول الله ﷺ، لا في صف من خالف كلام رسول الله ﷺ.
👈🏻(ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت)بل تنشرح صدورهم وتفرح نفوسهم اذا علموا بكلام رسول الله ﷺ، فكلامه نور يضيء الظلمات، كلامه ﷺ حق لا يحتمل الباطل بوجة من الوجوه، كلامه ﷺ دال على الحق المبين، فالمؤمن اذا سمع قول رسول الله ﷺ لزمه وسكن إليه واطمئن إليه قلبه ولم ينازعه إلى قول غيره، فالرسول ﷺ مقدم على كل أحد وقوله ﷺ مقدم على كل أحد.

👈🏻(ويسلموا تسليما) فلا إعتراض ولا شك ولا تشكيك ولا أسئلة ترد على ما يقوله ويحكم به رسول الله ﷺ، بل هو التسليم المطلق لأنه رسول الله ﷺ (وما ينطق عن الهوى) وقد حذر النبي ﷺ تحذير بليغ من التفريق في الدين بين كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ، فقد قال ﷺ: "ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه حلالاً استحللناه، وما وجدنا فيه حراماً حرمناه، وإنما حرم رسول الله ﷺ كما حرم الله"رواه الترمذي"

👈🏻النبي ﷺ حذر أيما تحذير من معارضة السنة بالفهم السقيم للقرآن، وإلا والله لا تعارض بين السنة والقرآن، فكيف بمن يعارض السنة بعقله ويقول: حكموا عقولكم في الحديث، اعترضوا حتى على رسول الله ﷺ.

👈🏻إذا كان النبي ﷺ حذر من أن يقول الرجل نحن نرجع إلى كتاب الله، فكيف بأقوام يقولون نحن نرجع من دون السنة إلى عقولنا ونعرض سنة رسول الله ﷺ على عقولنا؟! أأنتم أعقل أم رسول الله ﷺ؟ "

👈🏻وقال النبي ﷺ مبيناً ومجلياً "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه" رواه أحمد؛ وبيّن النبي ﷺ أن أسس الضلال وسبب الهلاك أن تعترض على ما جاء به الرسول ﷺ، وأن تطلق الأسئلة الاعتراضية على ما جاء به الرسول ﷺ فقال: "إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم" متفق عليه.

👈🏻"إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم" لا سؤال علم، ولا سؤال للعمل، وإنما سؤال للإعتراض، ومن تلك الأسئلة: كيف هذا غير معقول؟ وهذا يؤدي إلى الاختلاف على الأنبياء، والله ما أعترض أحد بالأسئلة الاعتراضية وأورد على نفسه الأسئلة الاعتراضية إلا وخالف النبي ﷺ، فالمؤمن في أي زمان إذا ثبت عنده حديث رسول الله ﷺ وجب عليه أن يقبله وأن يعمل به.

🌴قال المصنف رحمه الله: وما وصف الرسول ﷺ به ربه ﷻ من الأحاديث الصحاح التي تلقاها أهل المعرفة بالقبول وجب الإيمان بها كذلك.

👈🏻أعلم الناس بالله رسول الله ﷺ، وأتقى الناس لله رسول الله ﷺ، وأخشى الناس لله رسول الله ﷺ، ولا أحد أعظم تنزيهاً لله من رسول الله ﷺ، فإذا وصف الرسول ﷺ ربه بوصف وجب على المؤمن أن يقبل ويعتقد ذلك وأن يصف ربه بذلك الوصف، كما وصفه به رسول الله ﷺ.

👈🏻(من الأحاديث الصحاح التي تلقاها أهل المعرفة بالقبول) أي: الثابتة من غير تفريق بين المتواتر والآحاد، العبرة بالثبوت فحيث ما ثبت الحديث عن رسول الله ﷺ وجب قبوله؛ هذا الوصف الأول.

👈🏻(التي تلقاها أهل المعرفة بالقبول) هذا الوصف الثاني، وكل حديث صحيح تلقاه أهل المعرفة بالقبول؛ لماذا قال التي تلقاها أهل المعرفة بالقبول؟ لبيان من هم أهل التصحيح، فالتصحيح ليس لكل أحد.

👈🏻يأتي إنسان يقول: أبدا لا يثبت هذا الحديث عندي، عقلي ما يقبله!! هولاء لا عبرة بهم ولا نظر إليهم ولو رفعوا في القنوات الفضائية وفي غيرها، لا يلتفت لهم.

👈🏻وإنما الحكم على الحديث، إلى أهل الفن إلى أهل المعرفة؛ فإذا قبل أهل الفن الحديث فقد وجب على الأمة أن تقبله، وتعتقد ما فيه، وأن تعمل بما فيه، ولذلك قال الشيخ وجب الإيمان بها كذلك.

👈🏻والمعلوم أن السنة في العقيدة عموماً وفي الصفات خصوصاً، تفسر القرآن وتدل على ما دل عليه القرآن وتعبر عن القرآن، فجاءت السنة بصفات لم ترد في القرآن، وجاءت السنة بصفات وردت في القرآن، وفسرت السنة بعض ما يتعلق بالصفات؛ وهذا معلوم في سنة رسول الله ﷺ.

🌴قال رحمه الله مثل قوله ﷺ: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فاستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فاغفر له) متفق عليه.

👈🏻بدأ شيخ الإسلام رحمه الله ذكر الأحاديث التي وردت فيها الصفات ولم يستوعبها لكنه لا يريد الاستيعاب، وإنما يريد الدلالة على ما ذكرناه على ما يحقق مقصوده، هذا الحديث فيه إثبات صفة لم ترد في القرآن، وإنما وردت في سنة رسول الله ﷺ، ليدلك على أن السنة في العقيدة عموماً وفي الصفات خصوصاً تأتي مفسرة للقرآن ودالة على ما دل عليه القرآن، وتأتي معبرة أي أنها تأتي بأمور مستقلة.

👈🏻فهذا الحديث فيه اثبات صفة النزول التي إنما ثبتت من قول الرسول ﷺ، وهذا الحديث من حيث خصوصه قد ورد عن جمع من صحابة رسول الله ﷺ وورد عن كل صحابي بطرق مختلفة، وأما أحاديث النزول الصحيحة فقد وردت عن أكثر من ثلاثين صحابياً.
👈🏻فهذا الحديث متواتر ثابت لا يشك في ثبوته، وكل من سمع هذا الحديث تلقاه بالقبول أعني: إن الصحابة رضوان الله عليهم عندما سمعوه من رسول الله ﷺ تلقوه بالقبول، ولم يرد عن واحد منهم اعتراض أو إستنكار أو استفهام، بل الأمر واضح ثابت، والذين رووه عن الصحابة رضوان الله عليهم كذلك، والأئمة الذين رووا هذا الحديث في كتبهم لم يرد عنهم تفسيره بخلاف ظاهره، بل آمنوا به وسلموا به وآمنوا بما فيه.

👈🏻هذا الحديث العظيم فيه إثبات ثلاث صفات:
▪️صفة ثبتت في السنة: وهي صفة النزول.

👈🏻وصفتان جاءتا في القرآن وفي السنة:
▪️الصفة الثانية صفة العلو فإن النزول لا يكون إلا من علو.
▪️الصفة الثالثة: صفة الكلام، فإن النبي ﷺ قال: (فيقول) والقول كلام يقيناً، والله ﷻ ينزل كما قال رسولنا ﷺ متى شاء، وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الله ينزل كل ليلة في ثلث الليل الأخير، وينزل عشية عرفة ينزل إكراماً لعباده، يقرب منهم، والله قريب في علوه، عال في نزوله قريب في علوه، لكنه ينزل إكراماً لعباده زيادة للقرب.

👈🏻وهذه صفة اختيارية يفعلها الله ﷻ متى شاء، والمعلوم في لغة العرب أن النزول: قصد الشيء من علو، فلو كنت واقفاً في عمارة في الدور الثاني، واتصلت بي قلت لي: ياسليمان أنا في الدور الثاني فقلت لك أنزل لك الآن، هل تنظر إلى أسفل من أين أصعد؟ ستبقى تنظر إلى أعلى من أين أنزل إليك؛ وهذا مستقر في اللغة والعقول. فالنزول قصد الشيء من علو وربنا ليس كمثله شيء ﷻ، ينزل ويقرب في علو ﷻ، فنحن نؤمن أن الله ﷻ ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليل. ومع نزوله سبحانه هو في علو ومع علوه سبحانه فهو قريب.

👈🏻والله ﷻ ليس كمثله شيء، ينزل كل ليلة، نعم والله نؤمن بهذا ولانعارضه ولا نقول كيف؟ بل أهل السنة والجماعة يجرون الصفات مجرئ واحداً.

👈🏻ولذلك جاء عن أبي جعفر الترمذي أنه سئل عن النزول فقال: "النزول معقول والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة" رواه الذهبي وصححه الألباني، نفس ماقاله الإمام مالك في الاستواء.

👈🏻(الاستواء معقول معلوم) في سنة النبي ﷺ وما في سنة النبي ﷺ في غاية العقل، (والكيف مجهول) لم يعلمنا الله ﷻ كيف، (والسؤال عنه بدعة) لأن الصحابة والأئمة ما سألوا كيف، فالسؤال عنه بدعة والإيمان به واجب.

👈🏻فالله ﷻ ينزل حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: [من يدعوني فاستجيب له] الله ﷻ يسألنا لنتشجع ونعمل ونجتهد من يدعوني في هذا الوقت في ثلث الليل الآخر فاستجيب له أنت في ضيق؟ أنت في كرب؟ أنت ترجو حاجة؟ أنت تريد شيئاً؟ عليك بثلث الليل الأخير ادعوا الله وأنت موقن بالإجابة، لا تمل من الدعاء لأن الدعاء عبادة، [من يسألني فأعطيه] والله لو سألت ما سألت فالله كريم وسيعطيك الأحظ لك، [من يستغفرني فأغفر له].

👈🏻أهل السنة والجماعة اثبتوا ما قاله رسول الله ﷺ فقالوا إن ربنا ينزل، وإن ربنا يقول، وإن ربنا عال، له العلو المطلق ما أولوا ولا حرفوا ولا كيفوا ولا اعترضوا؛ أهل البدع شق عليهم هذا الحديث لأنه ثابت لا يمكن ان يرد، فما رجعوا إليه من عقائدهم الفاسدة إلى هذه العقيدة الصحيحة بل تأولوه فقال بعضهم: ينزل ملك من الملائكة ليس الله، وقال بعضهم تنزل رحمة الله ما ينزل ربنا!! وقال بعضهم ينزل أمر الله.

👈🏻والجواب عن هذه التأويلات أن يقال: أن النبي ﷺ وهو العربي الفصيح والذي لا ينطق إلا عن وحي قال ينزل ربنا، أوَ يعجز رسول الله ﷺ أن يقول ينزل ملك؟ تنزل رحمة الله؟ ينزل أمر الله؟ ويعدل عن هذا إلى أن يقول لفظاً موهماً على كلامكم؟حتى يترك ذلك إلى أن يقول قولاً أنتم تزعمون أن من يقوله يكفر.

👈🏻بلغت جرأتهم أن أحدهم قال كفرتُ برب ينزل من سماء إلى سماء؛ فرد عليه أحد السلف وأظنه إسحاق ابن راهويه فقال: أمنت برب يفعل ما يشاء.

👈🏻فسبحان الله أنتم أعلم أم رسول الله ﷺ؟ أنتم أفصح أم رسول الله ﷺ؟ قال النبي ﷺ الأمر الواضح البين: "ينزل ربنا" ونحن نقول كما قال رسول الله ﷺ ثم الصحابة سمعوه من رسول الله ﷺ فأخبرونا أنه: "ينزل ربنا" ما قال واحد منهم يعني رحمة الله، يعني أمر الله يعني ملك!!.

👈🏻في الأحكام عندما يحتاج الأمر إلى بيان بينوا لنا، المحاطلة فسروها، المزابنة فسروها، يأتون في أمر أعظم ما يكون في صفة ربنا ولا يبينون لنا؟ لا والله ما كان بل الأمر كما قال رسول الله ﷺ: "ينزل ربنا" وهكذا الأئمة من بعدهم.

👈🏻ثم يقال كيف يقال "ربنا" معناه ينزل ملك؟ حتى في اللغة ما يستقيم، في بعض الروايات كما عند الإمام أحمد لهذا الحديث أن ربنا ينزل فيقول: [لا أسأل أحداً عن عبادي"] هل الملك يقول عن عبادي؟ لا والله.

👈🏻ثم يقول النبي ﷺ: "فيقول: [من يدعوني؟]" هل يمكن أن يقول الملك من يدعوني؟ الدعاء لا يكون إلا لله ﷻ، [من يستغفرني] هل يغفر الذنوب إلا الله؟ لا والله لا يغفر الذنوب إلا الله، فهل يمكن أن يقول الملك هذا؟ لا والله ما يقول.
👈🏻وعندما يقولون: ينزل أمر الله، أمر الله ينزل في كل وقت، ليس خاصاً بالثلث الأخير من الليل، ورحمة الله تنزل في كل وقت، ليست خاصة بالثلث الأخير من الليل، فكل هذه التأويلات باردة باطلة يراد منها أن يُتخلص من الدليل فقط وإلا لو كان أصحابها يريدون الحق لعلموا أنها أبرد ما يكون وأبطل ما يكون.

👈🏻ولذلك لا يُلتفت إليها، ولا يُعول عليها، ولا يُوقف عندها بل المؤمن الصادق يقول ما قاله رسول الله ﷺ: "ينزل ربنا إلى سماء الدنيا في كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر"

👈🏻القاعدة: نؤمن بما جاء به النص على المعنى العربي مع تنزيه ربنا عن التشبيه والمشابهة، ولا نزيد عن ذلك. ما ندخل في تفصيلات لم يرد بها الدليل لأنه لو كان لنا خير في تلك التفصيلات لجاء بها الدليل، وهذه طريقة أصحاب رسول الله ﷺ، وطريق أئمة أهل السنة. انتهى

المصدر 👇🏻

https://youtu.be/4wtXfPBAOm4?si=bknk5c_vRVSl8tbZ
2024/06/03 08:53:35
Back to Top
HTML Embed Code: